[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]البارون الأحمر وفيراري
إتخذ الألماني مايكل شوماخر قرارا حاسما في مسيرته بتحوله عام 1996 من فريق بينيتون الذي توج معه باللقب في العامين السابقين إلى فريق فيراري الإيطالي المتقهقر والغائب عن الألقاب منذ عام 1979، في تحد جديد أمل من خلاله "شومي" أن يعود ب"الحصان الجامح" إلى خارطة المنافسة الجدية.
واضطرت فيراري إلى دفع ما يقارب 30 مليون دولار سنويا للحصول على خدمات الرجل الذي سينتشلها من ثباتها العميق، مدركة أن النتائج لن تتحقق بسرعة، بل أنها بحاجة إلى بعض الوقت لكي تستعيد نغمة الانتصارات.
فتعاقد الفريق الإيطالي الذي فاز بسباقين فقط خلال 5 أعوام سابقة، مع ال___لندي ايدي ___فاين سائق جوردن ليقود إلى جانب شوماخر الذي تمكن في موسمه الأول مع "الحصان الجامح" وسيارته "أف 310" من تحقيق 3 انتصارات (إسبانيا وبلجيكا وإيطاليا) بفضل حنكته وليس بفضل أداء سيارته التي افتقدت إلى جدارة التشغيل والى التماسك.
كما انطلق الألماني من المركز الأول خلال سباقات سان مارينو ومونتي كارلو وفرنسا والمجر، واحتل المركز الثاني في جائزة أوروبا على حلبة نوربرغرينغ وفي سان مارينو واليابان، لينهي موسمه في المركز الثاني خلف البريطاني دايمون هيل سائق وليامس.
وكان سباق إسبانيا على حلبة كاتالونيا الأفضل لشوماخر خلال ذلك العام، إذ اظهر فيه انه من طينة الأبطال، إذ إحتل المركز الثالث على خط الانطلاق خلف ثنائي وليامس هيل والكندي جاك فيلنوف، إلا أن الألماني وبسيارة متواضعة مقارنة مع منافساتها تمكن من تحقيق "سباق العمر" والفوز بالمركز الأول.
كانت ردة فعل شوماخر قبل انطلاق السباق بعد أن وجد نفسه خلف سائقي وليامس "على الأرجح أن الأمور ستكون أسوأ بكثير خلال السباق، الحلبة ليست لنا (لفيراري) على الإطلاق، علينا الانتظار على الأرجح سباق كندا على حلبة مونتريال لتحقيق نتيجة إيجابية".
وفي الليل الذي سبق يوم السباق فتحت السماء أبوابها وبدأت الأمطار بالهطول فتغيرت معطيات الألماني الذي يبدع في الطقس الماطر وبدأ يدب الأمل في صدره بإمكانية تحقيق فوزه الأول مع فيراري، إلا أن انطلاقته لم تكن مشجعة على الإطلاق فتراجع إلى الصفوف الخلفية: "انطلاقتي كانت كارثة، لقد واجهت مشكلة في علبة السرعات فلم يكن باستطاعتي الانطلاق، لا اعلم كم سيارة تجاوزتني".
وعندما تمكن من الانطلاق متخطيا مشكلته الأولية، واجه مشكلة أخرى متمثلة بصعوبة الرؤية بسبب المياه التي تبعثها السيارات المتقدمة عليه، لكن الألماني اظهر "معدنه" ليجد نفسه في المركز السادس بعد انتهاء اللفة الأولى متخلفا بفارق 6.2 ثوان عن رجل الصدارة فيلنوف الذي تخلى عن مركزه إلى الألماني خلال اللفة 12 في أول مواجهة بينهما، ثم بدأ يتراجع مع تقدم السباق بعد أن فشل في اللحاق بشوماخر أحد أفضل السائقين على الإطلاق في التعامل مع الطقس الماطر.
فكان الفوز الأول لشوماخر خلف مقود "الحصان الجامح"، وجاءت ردة الفعل الأولية للألماني بعد الفوز "سأطلب من الفريق أن يزود السيارة بجهاز تدفئة، شعرت أني أتجمد من الصقيع، لم استطع أن اسمع النشيد ا___ني بسب الأصوات التي كانت تصدرها أسناني ارتجافا من شدة البرد".
وكانت نتيجة الشراكة بين شوماخر وفيراري وفي عامها الأول إحتلال الألماني المركز الثالث في الترتيب العام خلف هيل البطل وفيلنوف الوصيف.
وتحولت المنافسة في العام التالي بين شوماخر وفيلنوف بعد تخلي وليامس عن هيل الذي انتقل إلى جوردن، فكانت المنافسة على أشدها بين الألماني والكندي، خصوصا بعد التطور الملحوظ الذي شهدته فيراري من حيث الأداء وجدارة التشغيل.
فتمكن "شومي" من حصد المركز الأول في 5 سباقات (موناكو وكندا وفرنسا وبلجيكا واليابان) ودخل إلى المرحلة الأخيرة من البطولة في جائزة أوروبا الكبرى على حلبة خيريز متقدما بفارق نقطة واحدة عن منافسه فيلنوف.
فقرر الألماني أن يكرر سيناريو بطولة عام 1995 عندما اصطدم بهيل في المرحلة الأخيرة وخرج معه من السباق ليتوج بطلا للعام الثاني، إلا أن الرياح لم تجر كما اشتهى شوماخر الذي كان في الصدارة حتى منتصف السباق ثم بدأ أداؤه بالتراجع حتى وصل إليه فيلنوف فاصطدم الألماني بمنافسه عندما حاول الأخير تجاوزه، إلا أن النار ارتدت على الألماني الذي خرج من الحلبة فيما أكمل الكندي السباق ليتوج بطلا العالم بعد احتلاله المركز الثالث.
ولم تنته عواقب هذه الحادثة بعد انتهاء السباق ولم يتملص شوماخر من العقوبة كما حصل عام 1996، إذ قرر الاتحاد الدولي للسيارات حسم جميع النقاط التي حصدها الألماني خلال ذلك الموسم وتجريده من المركز الثاني، ليحرم نفسه وفريقه من العائدات المالية التي تؤمنها هذه النقاط وهذا المركزعلى الطرفين.
وبدأ شوماخر يشعر بضغط تطلعات "التيفوزي" الإيطاليين المتعطشين إلى الألقاب خلال موسم 1997، خصوصا بعد الإحداث الختامية للموسم الذي سبقه، لكن الألماني واجه خلال ذلك العام تفوق ماكلارين بشخص سائقيها الفنلندي ميكا هاكينن والاسكتلندي ديفيد كولتهارد اللذين وقفا حائلا بين شوماخر واللقب العالمي.
وأظهرت فيراري خلال ذلك الموسم تحسنا كبيرا في أدائها، ما جعلها بقيادة شوماخر المنافسة الوحيدة لثنائي ماكلارين.
وكانت بداية الألماني سيئة في ملبورن إذ تعرض محركه لعطل ما اضطر "شومي" إلى الإنسحاب في اللفة الخامسة ثم حل ثالثا في سباق البرازيل قبل أن يتوج بلقب سباق الأرجنتين، ثم كرر النتيجة نفسها في 3 سباقات على التوالي في كندا وفرنسا وبريطانيا، ورغم ذلك وجد نفسه متأخرا بفارق 16 نقطة عن هاكينن قبل خوضه غمار سباق المجر في المرحلة الثانية عشرة من البطولة، أي قبل 5 سباقات على انتهاء الموسم.
فدخل شوماخر إلى هذا السباق واضعا أمامه هدف الفوز ولا غير لكي يحافظ على آماله في الفوز باللقب، لكن قبل ساعات قليلة على بداية المعركة على حلبة "هنغارو رينغ"، بدأ ثنائي ماكلارين يطلقان حملة ترويجية مفادها أن سيارة فيراري مخالفة للقوانين من حيث تصميمها، ما دفع الألماني إلى الرد "أن ما يحصل يذكرني بعام 1994 عندما ادعى المنافسون أن بينيتون مخالفة بتصميمها للقوانين، وكثر الحديث عن هذا الأمر في نهاية ذلك ما دفع معظم المراقبين إلى الأخذ بهذه الأحاديث على محمل الجد.
الأمر بهذه السهولة: الجميع يسعى إلى التفوق وهذا ما يدفع البعض إلى التحري عن أي شيء يمكن أن يحد من أفضلية المنافس، لقد رأوا (ماكلارين) بتفوقنا من ناحية "التحكم بالانطلاق" أمرا مريبا، إلا أن ما يدعونه ليس صحيحا".
ولم تكن بداية شوماخر نحو الفوز بهذا السباق وتقليص الفارق مثالية إذ وجد نفسه على خط الانطلاق في المركز الثالث خلف منافسيه في ماكلارين، وبرر شوماخر هذا الأمر "لقد اختبرت الإطارات الأكثر قساوة فارتد هذا الأمر على نتيجة التجارب بشكل سيء، انه أمر في غير مصلحتنا اليوم لكن قد يثبت يوم غد أن الأمور قد تتحول إلى مصلحتنا, بإستراتيجية مناسبة يمكننا أن نحظى بفرصة حقيقية للفوز بهذا السباق".
ومع انطلاق السباق في اليوم التالي بقيت الصدارة على حالها في المنعطف الأول وحافظ ثنائي ماكلارين على موقعهما حتى بعد دخولهما حظيرة الفريق للتزود بالوقود وتبديل الإطارات، إلا أن فيراري تملك في فريقها مديرا تقنيا فذا انتقل من بينيتون هو روس براون الذي عدل بإستراتيجية توقف شوماخر من توقفين إلى ثلاثة، ما يعني أن الألماني سيحقق لفات سريعة بسيارة خفيفة.
ومع دخول ثنائي ماكلارين إلى الحظيرة للمرة الثانية طلب براون من شوماخر أن يبذل ما بوسعه لتعويض 25 ثانية (الوقت الذي يحتاجه التوقف مرتين في الحظيرة) خلال 19 لفة.
وتحقق لبراون وشوماخر مبتغاهما وتمكنا من قيادة فيراري إلى المركز الأول وسط ذهول مدير ماكلارين رون دينيس الذي علق حينها على ما حققه شوماخر "إذا ارتكبت خطأ صغيرا أمام شوماخر سيكون لك بالمرصاد، انه لا يرحم".
واعتقد الجميع أن شوماخر متوجه إلى إشعال المنافسة خلال السباق التالي على حلبة سبا البلجيكية، إلا أن الألماني ارتكب "خطأ مشؤوما" جديدا عندما اصطدم بكولتارد من الخلف فأضاع عليه المركز الأول الذي كان في متناوله كما فرط بفرصة تعزيز حظوظه باللقب، ولم يكتف بذلك بل تهجم على كولتهارد بعد عودته إلى حظيرة فريقه بسيارة مهشمة، متهما الاسكتلندي بمحاولة قتله.
وكان عزاء شوماخر في ذلك الموسم انه أهدى وزميله ___فاين "التيفوزي" الإيطاليين المركز الأول والثاني في جائزة إيطاليا على حلبة مونزا لينهي البطولة في المركز الثاني خلف هاكينن محققا 6 إنتصارات كما صعد 5 مرات على منصة التتويج.
وكان عام 1999 كارثيا بالنسبة لشوماخر، إذ تعرض لحادث خطير في المرحلة الثامنة من البطولة على حلبة سيلفرستون البريطانية أطاحت بآماله في الظفر بلقبه الأول مع فيراري بعد أن كان مرشحا بقوة لتحقيق ذلك، فاضطر للغياب عن 6 سباقات بالإضافة إلى سباق بريطانيا بسبب __ر في ساقه، ما حرمه من اللقب بعد أن بدأ الموسم بفوزين في سان مارينو وموناكو، لكنه ساهم بعودة فيراري إلى ساحة الألقاب بحصولها على لقب الصانعين بفضل أداء مميز من السائق الثاني ___فاين الذي تنافس مع هاكينن حتى المرحلتين الأخيرتين من البطولة واللتين شهدتا مشاركة شوماخر الذي أنهى البطولة بالمركز الخامس بعد احتلاله المركز الثاني في السباقين الختاميين في ماليزيا واليابان.