ما وراء الطبيعة

ما وراء الطبيعة...!!!
أثبت العلم أنّ كل ّشيء في هذا العالم يتكون من ذرات ، جزيئات ، الكترونات و بروتونات سابحة ومهتزة... أي أن القانون العام هو اهتزاز الذرة بما فيها, وكذلك نعرف جميعا أن كل اهتزاز يهتز ضمن رتبة معينة وضمن موجة معينة (وهذا يقودنا إلى أن الكون برمته عبارة عن موجات تختلف فقط في طول موجتها ) وكلما زاد اهتزاز الشيء كلما زاد رقة و اكتسب شفافية (كالغازات مثلا), وحواسنا البشرية لا تستطيع أن تستوعب إلا مدى معين من الرتب فمثلا حاسة السمع مقيدة بين عتبة السمع وعتبة الألم (من 20 إلى 20000 ذبذبة في الثانية) أي أن الأذن البشرية لا تدرك إلا احد عشر سلماً ونصف من أصل بلايين السلالم الصوتية وأي شي ذو رتبة اقل أو أعلى فإننا لا ندركه .... وهذا يدل على أن الإنسان لا يستوعب إلا الأحداث الظاهره فقط!!...وما هو جدير بالذكر ان هذه النظرية سمحت للعلماء أن يفترضوا وجود أكوان متداخلة مع بعضها أي يخترق بعضها الأخر دون ان يشعر احدها بوجود الآخر نظراً لتغاير رتبته في التردد...
هذا ما سمح لعلم ما وراء الطبيعة ان يخرج للأفق ..أو علم الباراسيكولوجي .. و يعني بعلم ما وراء النفس...

ويروى عن سلفنا الصالح أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث جيشا بقيادة سارية بن الحصين . فبينما كان عمر يوم الجمعة يخطب بالناس جعل يصيح في خطبته " يا سارية الجبل الجبل" فدوّن علي بن أبي طالب رضي الله عنه تاريخ تلك الكلمة، فقدم رسول مقدم الجيش وأخبر أمير المؤمنين أنه في وقت صلاة الجمعة كان جيش المسلمين مهزوم فإذا بإنسان يصيح يا سارية الجبل الجبل . فأسند المسلمون ظهورهم إلى الجبل فهزم الله المشركين ببركة ذلك الصوت...
ربما عندما يسمع هذه القصّة إنسان من طراز القرن الحادي والعشرين يتبسّم ويشعر أنها أسطورة خرافيّة, والتاريخ حافل بمثل هذه الخوارق التي لم تخضع للمنهج العلمي إلا مؤخراً.. إنّ ما أثبته علم نفس الخوارق من الحقائق التالية يمكن أن يفتح للإنسان أبوابا أخرى من المعرفة :
 فقد ثبت أن بإمكان العقل ان يتصل بعقل آخر دون واسطة مادية ..
 وان بإمكان العقل الاتصال بموجودات او مخلوقات أخرى يشعر بها دون واسطة ...
 وان بإمكان العقل تخطي المسافات الشاسعة ..
 وان بإمكانه التأثير في حركة الجماد والحيوان ..
وهذا يثبت قول الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلّم الذي لا ينطق عن الهوى " الأرواح جند مجنّدة, ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " فعندما يتصل بك أحد أصدقائك و ترد عليه بالهاتف مثلا , تقول له : كنت أريد الاتصال عليك أنا أيضا ..! و لكنّك تعتبرها مجرّد صدفة عابرة ...
لكن .. عندما نفكر ملياً بهذا نجد بأنها تتكرر علينا مراراً وتكراراً ولا زلنا نعتبرها صدف..رغم انه لا وجود للصدف بهذه الحياة فكل شيء مقدر ...!
كانت هذه مجرد بداية بسيطة للتعرف على هذا العلم الغريب على كثير من الناّس اليوم وغير غريب على علماء المسلمين ومنهم العالم ابن القيم -رحمه الله- ويتضح إطلاعه على هذا العلم في كتابه ( الروح ) وأيضاً كانت هذه من كرامات صحابة الرسول صلى الله عليه و سلّم و أولياء الله الصالحين ...
وبهذا نجد أن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم قد تعايشوا مع هذا العلم بشكل عملي من خلال الكرامات التي أمدهم الله بها عندما طبّقوا سنن الله الجارية على الأرض الواقع فأمدّهم بسنن الله الخارقة فاستطاعوا أن يطبّقوا المثاليّة الواقعيّة أو الواقعية المثاليّة فأصبحوا بذلك ملائكة البشر الذين أدّبوا الجبابرة وأصبحوا ملوك الآخرة ...
فيا أيها المسلم إذا أردت نيل ما ناله سلفك الصالح من قبلك أقول لك عبارة مختصرة أختم بها الحديث :

( كيف تريد أن يخرق الله لك العوائد وأنت لم تترك من نفسك العوائد... )