قبل 100 عام .. القديس فالنتاين كما تكلمت عنه مجلة العروس 1911

من يعتقد بان عيد الحب او "الفالنتاين" جديد في بلادنا قد يفاجئ بانه ليس كذلك ، وها نحن ننشر هذه المادة التي نشرت في مجلة العروس لصاحبتها ماري عجمي قبل مائة عام تماما من اليوم ..




عيد القديس فالنتاين
العروس – اذار - 1911
كان الانكليز حتى القرن التاسع عشر يهتمون اهتماما عظيما بهذا العيد الذي يقع في الرابع عشر من شهر فبر___ وهو العيد الذي تتأبط به العذارى أذرع الشبان ويجتمع شمل الرفقاء وتتناغى فيه الأطيار وتضج البلاد بأصوات الابتهاج وترتسم الابتسامات على شفاه الشيوخ والأحداث.

وقد جرت فيه عادة مبادلة الهدايا والبطاقات والرسوم الجميلة بدلا من يومي الميلاد ورأس السنة حتى أنها بلغت مرة زيادة عن معدل واردات إدارات البريد اليومية بنحو مئتي ألف ليرة.
ذكر هذا العيد الشعراء في قصائدهم وترنمت بوصفه الأطفال في الشوارع حتى أن ش__بير كبير قومه في القديم قال في قصيدته العصماء المسماة "أحلام ليلة نصف الصيف" "لقد مضى يوم القديس فالنتاين فعلام أرى أطيار الغابة تجتمع الآن"

وأوفيليا تقول في رواية هملت عندما تمثل دور الجنون
"إن الغد السعيد هو يوم القديس فالنتاين والجميع في ذلك الصباح في مهرجان فوقفت الآن بالقرب من نافذتك لكي تدعوني – حبيبتك"

من غرائب هذا اليوم ان الناس كانوا يعتقدون أن الأطيار تجتمع فيه أيضا وتنشد الأغاني المطربة على الأغصان العارية وبأن من كان يخرج في صباحه رجلا كان أو امرأة فإن أول إنسان تقع عليه عيناه يكون هو المحبوب الذي وضعته الأقدار ليستند على ذراعه طول ذلك النهار.

أما العذارى فكن يقتطفن في العشية أوراق الشجر ويحطن خمسة منها معا ويضعنها تحت وسائدهن متيقنات انه إذا حلمت إحداهن بمن صحبها في ذلك النهار لا شك باقترانهما قبل تساقط الثلج مرة أخرى على الأرض.

لا يزال السبب الذي دفع الناس إلى إكرام هذا العيد على هذه الصورة مجهولا لأنه لم يأت في أثناء وجوده على الأرض مناقضة للحياة السامية التي اعتاد عليها القديسون والرسل وكانت أعماله كلها وحوادث حياته صالحة شريفة وقد مات مطعونا بحربة بعد أن قطع رأسه واحتمل من أجل إيمانه اضطهادات كثيرة.

مما جاء في كتاب شرح مستر دوس لتعاليم ش__بير أن هذه العادة كانت مألوفة في رومية وقد تعود شعبها أن يحتفلوا بمواسم لوبركوليا التي كانت مؤلفة من عيدي بان وجونو الذي كانوا يعدونه إلها ويطلقون عليه اسم فبرياتا أو فبرواليس أو فبروالا وأنهم كانوا يضعون أسماء العذارى والشبان في علبة صغيرة يقدمونها لكل منهم ليسحبوا رقع الأسماء فيأخذ الفتيان اسم عذراء كل بدوره وكذلك الفتيات وعندما يتفق أن هذا الشاب أخذ نفس الرقعة التي رسم عليها اسم من سحبت اسمه يعتقد أن الآلهة تبارك اقترانهما وتسر به.

وأنه لما انتشرت المسيحية أخذت آباء الكنيسة تسعى في استئصال شافة هذه الخزعبلات الوثنية وغيرها فاستبدلت هذه العادة بأن أخذت تختار الأعياد بالقرعة إذ كانت تكتب أسماء القديسين وتضعها في كيس بدلا من أسماء الفتيان والفتيات وتقدمها إلى الشعب في كل يوم مرة لينتخبوا أسماء أحد القديسين الذي يكون ذلك اليوم عيدا سنويا له إلا أن أتعابهم ذهبت أدراج الرياح إذ عاد الناس إلى ذلك مرة أخرى وظلوا على هذه العادة حتى العصر المتأخر وانتقل اسم ذلك العيد الوثني إلى اسم القديس فالنتاين الذي كان نصيبه عند سحب القرعة في أيام القديسين وتعيين الأعياد.

وقد ذكر ميسون في تاريخه انتشار هذه العادة القديمة في بلاده وقال غيره إن هذا اليوم هو الذي قضي به على القديس فالنتاين بأمر من كلوديوس الثاني وقد تعددت التقولات ولكل منهم رأي يختلف عن الآخر.
أما الكلمات الذهبية التي كانت تسطر بها البطاقات وغلافات الهدايا فكانت مختلفة بحسب اختلاف أحوال الأشخاص وصداقتهم وهذا اشهرها
كن شاكرا للمراحم القليلة - أحبني قليلا ولكن طويلا - هنا محبك ينتظرك - تعال إلى حيث المجد ينتظرك

قلت إن سبب اختلاف هذه العبارات التي كانت الرسوم تزدان بها هو اختلاف صداقة الأصدقاء إذ ينتقي منها المهدي ما يناسب ذوقه والحال التي يكون بها صديقا كان أو أخا أاو حبيبا فيبعث من شعائره الودادية مع ال بكلمات تجود بها قريحته ويدفعها وجده إلى من يشاء ويهوى.