الدكتور((((نايف عجوب))))######

ثمة شخصيات مجتمعية, ترى في خدمة مواطنيها ومجتمعها المحلي سعادة غامرة, لذلك تُقبل على العمل العام وخدمة الناس إقبالاً عزَّ نظيره, لتترك في الحياة بصمات مضيئة, وذكراً عطراً في المجتمع, حتى بعدما يغيبها الموت الغياب الأبدي.

ومن هذه الشخصيات, الطبيب الإنسان نايف عجوب الذي خسرته مدينة سلمية مؤخراً, وهو الذي كان يعشقها عشقاً لايحد, وهي التي أعطته محبةً لاتقدر بثمن.‏

والدكتور عجوب من مواليد سلمية 1926 ـ التحق بالتجهيز الأولى بدمشق التي كانت معقلاً للحركة ا___نية والح__ية بين 1939ـ1947, والتحق بعدها بكلية الطب في جامعة دمشق.‏

وكان من أوائل المنتسبين لحركة الاحياء العربي, التي تحولت فيما بعد إلى حركة البعث العربي, وقد دخل السجن, وفرضت عليه الإقامة الجبرية أكثر من مرة أثناء النضال السري للح__ وتفرغ لممارسة الطب منذ عام 1957م ولخدمة الأهل وأبناء المنطقة والمحافظة.‏

ـ سمي مديراً لمشفى سلمية الوطني منذ تأسيسه عام 1965م, وحتى تقاعده عام 2001 وافته المنية في آب2010إنه الدكتور الطبيب الإنسان (نايف عجوب) وهذه الكلمات مقدمة قصيرة لمعرفة شخصيته وهويته العمرية والنضالية, فقد عايشت محطات عديدة من مسيرة حياته الاجتماعية والطبية التي تميزت با___نية والإنسانية وأذكر أنه دخل بيت أحد الأقرباء وأنا طفل صغير, فشاهدته ينقل نظراته هنا وهناك في جوانب البيت, وعرف أنه فقير, وعندما أنهى المعاينة وعرض عليه المريض أجرتها, ابتسم قائلاً, دعوها لأولادكم ثمن دفاتر وأقلام, نضجت في عقلي هذه المحطة عندما كبرت, وحللت وقدرت قيمتها الإنسانية الأخلاقية.‏

ـ كان يشعر كل بيت يدخله بأن له حقاً عنده كطبيب ويقول: أنتم الكبار ربيتمونا على الفضيلة, وهاقد جاء الوقت لأرد لكم جزءاً من جميلكم.‏

ـ زرته مرة في عيادته قبل وفاته بسنتين تقريباً, ودار حوار وأسئلة فزادني سعادة بحديثة الشيق ـ قال: كنا نأخذ الخبز من البيت لنحمله ونأكل ورفاقنا ونحن نجول من قرية لقرية ومن بيت لبيت لننشر فكر الحزب ومبادئه السامية والحمد لله, كان لنا ما أردنا وهاهو الح__ مازال منيراً.‏

ـ تابع بعلاقاته الصادقة مع الجهات الحكومية بناء مشفى سلمية ا___ني حتى أوصله لما هو عليه من البناء والتجهيزات والكادر الموجود.‏

ـ بمتابعاته الحثيثة وعلاقاته الصادقة واستجابة المسؤولين ا___نيين ساهم بتحريج جبل عين الزرقاء غرب سلمية, الذي أصبح متنزهاً لأبناء المنطقة والزائرين.‏

ـ كان سباقاً في كل حفل خيري بالمساهمة بالتبرع النقدي للمؤسسات الأهلية.‏

ـ كانت صورته نصب عيني وأنا أرى أيضاً ميدانياً ذوي الأيادي البيضاء الذين قدموا الهبات العينية والنقدية لرسم البسمة على شفاه المحتاجين من الأسر ذات العوز.‏

في بلدنا أناس يستحقون التقدير والاحترام, لقد أعطاهم الله فأعطوا عباده .‏

‏

» الدكتور محمد حبش
» عمر الفرا الدكتور